تحميل

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

انتظارات اصلاح البرامج التعليمية . للباحث التربوي: محمد الشلوشي

فيما ينشغل المجلس الأعلى للتعليم بإعادة جدولة الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،فإن دفاتر التحملات التي سيبنى على هيكلها المنهاج الدراسي الجديد تحتاج الى إعادة صياغة جذرية مستعجلة ،وذلك حتى تواكب التغييرات الاستراتيجية التي تنتظر المدرسة المغربية ،فشكل المنهاج الجديد هو من سيمنح الروح للإصلاح التربوي المرتقب ويطبعه بمسببات النجاح والانخراط ،ولا بد من التدقيق فيه ووسمه بصيغة التجديد الهادف حتى يواكب التغييرات السريعة التي يشهدها الكوكب معلوماتيا و اقتصاديا واجتماعيا وقانونيا.فحينما يتعلق الأمر بصناعة أجيال المستقبل يصبح تدخل الدولة أساسيا في فرض الجودة ،ولا مكان لتجارة السوق المفتوحة التي قد تنتج جيلا مشوها يصعب معه إصلاح أعطابه الفكرية مستقبلا.
لقد أصبحت معظم التآليف المدرسية مجرد تجارة رابحة لمجموعات ضاغطة من المنتعشين على هامش وزارة التربية الوطنية ،ووصل القحط في فن التأليف المدرسي للطفل المغربي درجة من السوء قد يكون معها الاتجاه للتدريس بالكتاب الأروبي كما تفعل جل المدارس الخاصة أو الترجمة عن المراجع الأجنبية مباشرة أقل ضررا ،ففي أغلب الكتب المدرسية لم تتم مراعاة ميولات الطفل ولا رغباته وخياله، بل مجرد سيل من المواعظ والأخلاقيات والنصوص الجافة والوطنيات الثقيلة التي لا يدرك مدلولاتها عقله والحشو المبالغ فيه لنفخ بطن الكتاب،ويشعر كثيرون بالحنين الى سلسلة بوكماخ الرائدة بقصصها وشخوصها الممتعة المحببة لنفسية الطفل ،فليس كل ممتهن للتدريس أو التفتيش مؤلفا ومقتبسا ناجحا ،بل لا بد أن يكون مربيا بسيكولوجيا وفنانا مبدعا ،وقد حان الوقت لوقف هذا النزيف الذي جعل المغرب يحتل مراتب متأخرة في التقويم الدولي لامتلاك مهارات القراءة والرياضيات من جهة ،وقفز بمعدلات الهدر المدرسي بالمدارس والإعداديات المغربية أرقاما غير مقبولة .
إن الخطوة الاستراتيجية الأولى لإصلاح أعطاب المناهج المغربية المدمنة وإبراء مسؤولية وزارة التربية منها وخلق توافق مجتمعي عليها ،على اعتبار أنها بحاجة الى تطوير مستمر يشمل عناصرها مجتمعة كل عشر سنوات وفق أحدث النظريات والأساليب والطرائق التربوية المعاصرة ،ستكون التفكير في إنشاء لجنة حكماء تربويين مستقلة ملحقة بالمجلس الأعلى للتعليم على غرار الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ،وعلى درجة عالية من الكفاءة النظرية والميدانية للإشراف على تصميم المناهج التربوية وتطويرها ومراجعتها وتنقيحها في جميع الأسلاك التربوية بعيدا عن كل استقطاب سياسي أو نقابي أو مصلحي نفعي أو رؤية منكمشة ورتيبة لموظفين اداريين ،مع الحرص على التجديد المستمر لأعضائها دوريا لتكون قادرة على مواكبة مستجدات آخر البحوث والدراسات التربوية والتعليمية العالمية وذات رؤية شاملة لشكل تطور المجتمع بما يخلق التوازن بين احتياجات سوق العمل والتنمية الشاملة ،على أن تضطلع وزارة التربية الوطنية والأكاديميات التربوية بمهام تنزيل وتنفيذ الصيغة النهائية للبرامج والتوجيهات الخاصة بها في كل مراحله .
ويكفي أن نذَكر بأن مناهج الثانويات المغربية لم تعرف تغييرات جوهرية مهمة منذ اجتهادات ساعف حيث يتم التركيز على التعليم الابتدائي لأهميته العددية في التهام المشاريع ،ويهمل المختبر الرئيسي لإفراز نخبة الغد حيث تتفتح المواهب وتبرز في الثانويات بسلكيها،وإطلالة صغيرة على مناهج الرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية مثلا وفقرها في التعليم الاعدادي والقطيعة المعرفية والمنهجية الحادة بينها وبين ما سيدرسه المتعلم في التعليم الثانوي التأهيلي ينبئ بضرورة توجيه الجهد كاملا لتغيير شامل لمقررات التعليمين الاعدادي والتأهيلي من خلال استشارات مكثفة لرجال الميدان ممن يرى في نفسه القدرة على انتاج افكار أصيلة لتطوير المناهج في مختلف المواد التعليمية كما فعلت الامارات العربية المتحدة مؤخرا عوض تعويم الاستشارات الفلكورية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ،مع ضرورة التنبيه الى أن التضخم الحالي للنقط في امتحانات البكالوريا المغربية لا يؤشر بأي حال من الأحوال على جودة المخرجات التعليمية ولا يبشر بمدرسة العقول المبدعة،فقط هي تخريجة ذكية للمركز الوطني للامتحانات من خلال فرض أطر مرجعية عقلنت من جهة التقويم بتركيزها على التطبيق والفهم بما يضمن رفع نسب النجاح ،وخنقت في الان نفسه المستويات العليا للتفكير العلمي أساس كل نهضة حقيقية خصوصا في الشعب العلمية ،فأي إصلاح تربوي لن يقفز بتدريس الرياضيات والعلوم شكلا ومضمونا في مدارس وثانويات بلدي خطوات معقولة وحقيقية الى الأمام سيبقى إصلاحا عابرا مهما كانت حجم التغييرات الأخرى المرافقة ،فالعالم في سباق جارف من الهند حتى ولاية ألاسكا الأمريكية لتوسيع قاعدة المواهب البشرية والمبدعين الذين سيخلقون الفارق بين الأمم في زمن عولمة التكنولوجيا المتاحة للجميع ،والأمر ليس ترفا بل واجبا لدخول نادي الدول الصاعدة ورسم طريق المستقبل باطمئنان.
إن آخر اسهام في هذا الباب كان اصدار مديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية في شتنبر 2011 وثيقة البرامج والتوجيهات الخاصة بالتعليم الابتدائي بعد مشاورات واسعة ،والتي رامت توحيد تمثلات كل الفاعلين التربويين والمعنيين لأسس المنهاج التربوي من خلال تنزيل مقاربة الكفايات وفق بيذاغوجيا الادماج .ولأن عملية تأليف الكتب المدرسية الجديدة توقفت لحين وضوح الرؤية البيداغوجية والديداكتيكية التي ستحكم المدرسة المغربية ،فإن الضرورة ملحة لإبداء الرأي في بعض مواصفات المنهاج التربوي المنتظر بالتعليم الابتدائي انطلاقا من تجربة ميدانية غنية حيث نأمل أن يعرف التغييرات التالية :
التدقيق في قبول النصوص القرائية من طرف لجان المصادقة وفق معايير صارمة تنحاز لرغبات الطفل واهتماماته وميولاته ،على أن تتجاوز النصوص القصصية والممسرحة ثلثي التغطية ،مع إعطاء الأسبقية لإنتاجات الكتاب والقصاصين المغاربة دون اهمال الابداع النسوي المغربي لخلق ذاكرة ثقافية وطنية غنية ،والعمل على استبعاد النصوص التاريخانية المغرقة في المثالية الاخلاقية أو التي تجعل من الراشد مالك الحقيقة الوحيد
إلغاء تدريس القواعد : التراكيب والصرف والتحويل نهائيا في المستويات الثالث والرابع ابتدائي لعدم جدواها في تدريب التلاميذ على امتلاك ملكة اللغة من جهة ،وامتصاصها وقتا مهما كان من الأفضل أن يستغل في تجويد القراءة وتوسيع الرصيد اللغوي ،فمصطلحات القواعد من مبتدأ وخبر ومفعول لأجله وقاعدة صياغة اسم الفاعل ...فوق مدارك الطفل ،ويستحسن في هذه المرحلة أن يتعلم الطفل اللغة بالقياس والأذن والأمثلة ،وليس بقواعد جافة مربكة يمكن أن تمرر للتلميذ ضمنيا دون تصريح ،ويتم التركيز خلال هاتين السنتين على التحكم في مهارات القراءة بمختلف مراحلها من مخارج الاصوات والقراءة السليمة الى فهم المقروء وإعادة صياغته أو مسرحته شفهيا مع الرفع من ورشات الأنشطة المندمجة داخل الفصل .وواضح أن جودة التعلمات الاخرى رهين بمستوى قدرة المتعلمين على التحكم في القراءة كما قال السيد الوزير مؤخرا .
تيسير تدريس التراكيب في المستوى الخامس والسادس من خلال تحليل الجمل الى عناصر واضحة مع الاكثار من الامثلة والقياس عليها لتنمية ذخيرته اللغوية لتصبح القاعدة التركيبية في النهاية تحصيل حاصل ،مع الاستغناء عن الاعراب تماما و بعض التفرعات المعقدة لبعض الابواب كالاستثناء والتمييز والمعرب والمبني و...الى التعليم الاعدادي ،وتعطى الأولوية لدرس الصرف والتحويل في المنهاج الدراسي على اعتبار أن اللغة العربية اشتقاقية بطبعها ،وذلك من خلال تدريب المتعلمين على انجاز جداول كاملة للتصريف وعدم التركيز على القاعدة الصرفية ،بل بالتمرن العملي عليها ،أما بالنسبة لحصص الاملاء وخصوصا ما تعلق منها بالهمزة ومواضعها وحالاتها المتعددة ،فإن استخراج القاعدة الاملائية وتطبيقها تعسف واضح على الطفل في سن مبكرة ،وتنميةُ الادراك والملاحظة للتلميذ تصنع في عالم اليوم بمواد وأنشطة أخرى غير الإملاء كما كان الحال في العصر الوسيط ،والأولى تدريس درس الاملاء بواسطة أمثلة مختارة بعناية يتدرب التلميذ على كتابتها واستبطانها كما هو معمول به في حفظ تصريف بعض الافعال الشاذة للماضي في اللغة الانجليزية ،ويكفي أنك الان تكتب الهمزة صحيحة في موضعها دون أن تتعب ذهنك بتذكر القاعدة الاملائية وتطبيقها ،والخليل الفراهيدي نفسه في اجتهاداته اللغوية كان يهدف للتبسيط وتيسير قراءة المكتوب ،وقد كانت الهمزة قبله تكتب بدائرتين فوق بعضهما، وليته كان تركها دون تعديل .
اعتماد مكون واحد في مادة التربية الاسلامية عوض ثلاثة مكونات كما هو معمول به حاليا،فتحفيظ سور القرآن الكريم للصغار بتتابع وفق الطريقة المتبعة حاليا لا يحقق الأهداف المرجوة للكفاية التعليمية المنتظرة لدرس الاسلاميات ،بل الأجدى اختيار آيات محكمات من القرآن الكريم في كل أسبوع تكون مدخلا لتمرير درس العقائد أو العبادات أو الآداب الاسلامية ،فسورة الضحى مثلا منطلق جاذب ليتعرف متعلم السنة الثانية طفولة الرسول الحبيب ،وسورة الرحمان خزان رصيدي وبلاغي وعقائدي متميز لتلميذ المستوى السادس .ويمكنني أن أسألك : هل لا زلت تحفظ سورة الحاقة أو سورة البينات ؟
اعتماد ثلاث مكونات لتدريس الرياضيات عوض اثنين وفق الترتيب التالي : العد والحساب،القياس والهندسة ،الاحصاء والاحتمال . إن إضافة هذا المكون الأخير مستقلا والذي يحضر في كل البيذاغوجيات العالمية لتدريس الرياضيات ضرورة للتلميذ المغربي ليتمرن على تخطيط وتنفيذ جمع البيانات وتنظيمها بوسائل معبرة : جداول، رسوم بيانية ثم قراءة وتفسير نتائجها لاكتساب الفكر الاحصائي منذ سن مبكرة ،وكذا لتدريبه على المنطق الاحتمالي منذ الصغر من خلال أنشطة متدرجة على طول سنوات التعليم الابتدائي ،وتقوية حاسة التنبؤ والاحتمال الأرجح لديه ،وفي هذا تنشئة على مبدأ الاختيار عوض اليقين المكلس للعقل البشري .إن العجز الرياضي وهو المصطلح المعادل لعدم القدرة على القراءة أصبح اليوم ظاهرة متفشية في مخرجات التعليم الابتدائي المغربي حيث يجد التلاميذ صعوبات كبيرة في ترجمة معطيات ومسائل بسيطة الى عمليات حسابية من مرحلة أو مرحلتين ،كما أن طرق وأساليب تدريس بعض قواعد الهندسة كمحيط ومساحة الدائرة وأشكال هندسية أخرى مثلا يعتريها النقص وتحتاج الى مراجعة ،وذلك من خلال محاكاة تاريخ تطور هذه المفاهيم الرياضية .وحاليا هناك موجة عالمية في أوروبا والولايات المتحدة لتطوير تدريس الرياضيات معلوماتيا ورفع سقف المعايير والمخرجات التي يجب أن يمتلكها الطفل في الرياضيات نهاية المرحلة الأساسية ،ولابد للمغرب أن يفتح نقاشا هادفا حول رفع الأسس الرياضية المشتركة الواجب توفرها في تلميذ الابتدائي ضمانا لتطور أجياله مثلا : إضافة مفهوم القوى وعملياته ومبادئ أولية في المجموعات لمقرر المستوى الخامس والسادس .
لا تثير الدروس الحالية المقترحة في التاريخ والجغرافية أية جاذبية للطفل المغربي ،بل يكاد يكون النفور وعدم الاهتمام هو السمة الغالبة حتى بين التلاميذ النبهاء كيفما كانت طرق تقديمها، وهذا شيء لاحظناه لا تظنناه ،ويكفي أن نذكر بعض الدروس ليتبين مدى هشاشة المضمون الذي لا يتناسب مع البيئة المغربية وحضارتها الغارقة في القدم ،بل هي عناوين مستنسخة بشكل مشوه من المنهج التعليمي للكبييك للسنة الأولى والثانية ابتدائي والذي لا تتناسب معطياته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مع المغرب : أكتشف تاريخ مدرستي ؟أجمع شهادات عن أحداث وقعت في محيطي ؟أكتشف ماضيا بعيدا /قريبا من تاريخ مدينتي /بلدي ؟ليخرج التلميذ في نهاية المرحلة الابتدائية دون ذاكرة وطنية أو فكرة واضحة ومتسلسلة عن تاريخ بلده والأحداث الكبرى التي مر به والدول التي تداولت حكمه وأسماء المعارك وسنواتها التي ربحتها الدولة المغربية ،ودون أن يتعرف جغرافية بلده : توطين المدن التاريخية والحديثة ،السهول الكبرى ،السدود،المناجم ،السكة الحديدية ،المطارات ،الموانئ ،المناطق الصناعية ،الطرق السيارة ،وهي المشاريع الكبرى التي ما فتئ جلالة الملك يجاهد لتوسيعها وتقويتها والتي يجب أن يوضع التلميذ المغربي في صورة تطورها ،فالطفل في هذه المرحلة يكون مولعا باكتشاف المعلومات الجديدة وتخزينها وتذكرها ،ولابد من استثمار هذه الملكة لديه بطريقة ذكية تبتعد عن التلقين والحفظ بل بالتفاعل والاشتغال المحسوس،فكم سيكون ممتعا للطفل المغربي معرفة سنة افتتاح وطول الطريق السيار بين طنجة والقنيطرة أو اسما مطاري الداخلة والعيون من خلال ترتيب عدد المسافرين سنويا في مطارات المملكة ،أو تاريخ تدشين الميناء المتوسطي، أو رسم مسار القطار من وجدة حتى مراكش ،فالأساسي في هذه المرحلة هو أن يتعرف التلميذ المحطات الكبرى لتاريخ وجغرافية بلده وفق تسلسل زمني واضح ما يصنع اعتزازه بهويته المغربية على أن يبدأ إدراج تدريس التاريخ والجغرافية في السنة الخامسة ابتدائي ،بينما تدرس التربية على المواطنة بعناوين مبسطة منذ المستوى الرابع .ولست من الداعين الى تركيز التعلمات الجغرافية على الجهة التي يوجد بها التلميذ فقط لعدم تمثله مفهوم الجهوية في هذه السن ،وله أن يتعرف الجهات المكونة للمملكة ككل بما فيها جهته ،على أن يتوسع في معرفة خصائص جهته في التعليم الاعدادي .
لم يعرف منهاج ولا عناوين دروس النشاط العلمي في المدرسة المغربية أية تغييرات جوهرية تذكر باستثناء استبدال الغلاف الخارجي منذ التسعينات ،وهكذا يتم مقاربة مفهوم علمي في سنة دراسية معينة ليختفي ذلك المفهوم في السنة اللاحقة الى أن يظهر في المستوى الخامس أو السادس أو يختفي ،ما يعطل تكون الحس العلمي المساير لدى التلميذ لتصبح هذه المادة التي وجدت من أجل تحفيز المتعلم على التجربة والملاحظة إنشائية محضة ،لهذا وجب عقد مائدة مستديرة بين خبراء تربويين متخصصين وعدم الاكتفاء بمشاورات سطحية مع فاعلين تربويين ،لإعادة هيكلة وتسمية وتقسيم عناوين الدروس وشكل تقديمها ،بما يضمن توسع المفاهيم العلمية كل موسم دراسي وفق منظور متدرج ،يساير التحولات العلمية والتكنولوجية والمعلوماتية الهائلة التي يحبل بها الكوكب حاليا .والتركيز على تدريسها وفق طرق مبتكرة تتجاوز الكتاب المدرسي والملخصات الموجزة وتتجه للتعليم التفاعلي المبني على وسائط الاتصال الحديثة .وليصبح اسمها مادة العلوم والتقنية .ولم لا التفكير في ادماج تدريس البرمجة المعلوماتية منذ الصغر لخلق جيل مؤثر ومتفاعل مع روح التكنولوجيا عوض الاستهلاك فقط
التركيز على الانشطة التواصلية والتعبير الشفهي والمحادثة وبنسبة كبيرة في تدريس مادة الفرنسية خصوصا في السنة الثالثة والرابعة ابتدائي عكس ما هو حاصل حاليا ،حتى يتقن المتعلم آليات التواصل الخاصة بهذه اللغة لتكون منطلقا له للتحكم في باقي المكونات الكتابية لهذه المادة ،وذلك حتى تتقلص الهوة بين مخرجات التعليم العمومي والخصوصي في التواصل بهذه اللغة ،على ان يتم تعميم تدريس اللغة الانجليزية منذ السنة الاولى اعدادي .
تدريس الرياضيات والنشاط العلمي بالفرنسية انطلاقا من السنة السادسة ابتدائي ،لتكون هذه السنة فرصة تكوينية وتدريبية للمتعلمين لاستكمال تعلمهم هذه المواد باللغة الفرنسية في السلكين الثانوي الاعدادي والتأهيلي على اعتبار أن التخلص من تعريب المواد العلمية في الثانويات المغربية أضحى مطلبا للجميع آباء وطلاب ،فالمنطق السليم يقتضي من جهة أن يتدرب التلاميذ في السنوات الخمس الأولى على تعلم الرياضيات والنشاط العلمي باللغة العربية ليتمكنوا من معالجة المواقف الحياتية المستقبلية ،ومن جهة أخرى لا يعقل أن تتم نقلة مفاجئة في لغة تدريس هذه المواد فور التحاقهم بالتعليم الاعدادي ،لهذا فالحل هو استغلال السنة الاخيرة من التعليم الابتدائي لإعادة تعلم ما سبق تعلمه في مجالي الأعداد والحساب أو الهندسة والقياس والإحصاء بلغة فرنسية ،في انتظار نضوج الظروف المساعدة لتدريس العلوم باللغة الانجليزية في المستقبل القريب .
تغيير النظرة البيذاغوجية للمستوى الأول والثاني من خلال تفعيل مبدإ التخفيف والتركيز على الأنشطة الشفهية والمسرح والأناشيد ،مع توسيع فعاليات التربية الفنية والجمالية والتشكيلية بمختلف أشكالها بما يحبب المدرسة للطفل ،وذلك لصعوبة العمليات التربوية المرتبطة بمرحلة الطفولة المبكرة وما تلزمه من اشتغال مكثف على الاسس الحس حركية والتصورات الذهنية الخاصة بهذا السن والتي يشكل اللعب جوهرها ،وهنا ننصح بتغيير طرق تقديم الحروف للتلميذ بشكل مخالف تماما لما هو معمول به حاليا حيث يتعرف الطفل كل مرة مجموعة الحروف المتجانسة والمتشابهة التي تقدم في وحدة كاملة ،أما تنزيل التعليم الأولي دون توفير عدة ديداكتيكية وبيذاغوجية مناسبة وعتاد ووسائل خاصة ،ودون إعداد متين ومحكم للأساتذات والأساتذة الذين سيتكلفون بتدريس مستويات ما قبل التعليم الاساسي لاختلافه الجذري عن التعليم الاساسي ممارسات مهنية وطرق تدريس وكفايات الممارسين به ،فلن يكون سوى فقاعة فارغة لمنح بعض الضجيج الاعلامي للإصلاح المرتقب ،خصوصا وأن دولا كالولايات المتحدة والبرازيل تجد صعوبات في تعميم هذا النوع من التعليم لصعوباته على أرض الواقع ،فما بالك ببلد العشرة آلاف قرية حيث سيصبح عبئا مضافا على كاهل التعليم الأساسي في كل قرية دون امكانيات لوجستيكية وبنيات استقبال وهدرا غير مبرر للموارد البشرية للوزارة ،وقد يكون الحاق التعليم الأولي مباشرة بالجماعات المحلية اطرا تعليمية وتجهيزا ومراقبة حلا مناسبا حتى يكون العرض على حسب الطلب ،مما سيفتح الباب لتوظيفات إضافية ومناصب شغل في الجماعات المحلية لامتصاص البطالة وفق شروط تربوية مضبوطة على أن تتكفل وزارة التربية الوطنية بالتكوين البيذاغوجي المرتبط بهذه المرحلة العمرية الخاصة.
توفير صيغة رقمية تفاعلية لكل الكتب المدرسية المستقبلية لإدخالها عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصال ،وعدم التسرع في إطلاق وتعميم تجربة المدرسة الرقمية لحين نضوج الشروط الموضوعية والتقنية المرافقة لها في مدارسنا بحيث يبدو الان تعميم المدارس الجماعاتية أولا وتوفير الثانويات بكل جماعة قروية هدفا استراتيجيا أكبر نفعا لمستقبل أجيال المغرب من محفظة رقمية لم يستشر أحد في مضمونها ولا مناهجها ،هي فقط اجتهادات فردية لمهندسين لم يخبروا واقع التعليم بالمغرب حق قدره بما يعيد انتاج نفس أخطاء مخطط جيني وكراسات ادماج البرنامج الاستعجالي ،فحتى فنلندا التي تتوفر على أحسن نظام تعليمي عالمي لم تتجرأ بعد على إلغاء الكتاب الورقي واستبداله بالكتاب الرقمي لما تطرحه العملية من صعوبات الصيانة للأجهزة وتكوين الأطر معلوماتيا،وتتجه دول غربية عدة للعمل فقط بنظام BYOD أي دعه يجلب جهازه الخاص به حسب امكانياته المادية ،فما بالك ببلد الضفة الجنوبية والذي تعيش طبقات واسعة منه هشاشة اقتصادية وفوارق اجتماعية وتعليمية تتوسع صعودا.
فهل ستجد هذه المقترحات الجديرة بالتأمل مكانها في المنهاج المرتقب ؟

0 التعليقات:

عصفور البراري وشجرة الأركان



0 التعليقات:

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

رسالة للآباء والأمهات

       
مجموعة مدارس اولاد شعيب ــ 2 ـــ

 الموضوع :   التماس من أجل الرعاية المنزلية بالأبناء.

بعد التحية والسلام

يسرنا نحن أساتذة وإدارة مجموعة مدارس اولاد شعيب ــ 2 ــ أن نتقدم إليكم آباء وأمهات ببعض التوجيهات التي نراها كفيلة بتحسين المردودية التربوية لدى ابنكم أو ابنتكم ، خصوصا بعد ما لاحظناه من انعدام أو قلة الرعاية المنزلية من طرف غالبية الأباء والأمهات لتلاميذنا وتلميذاتنا. 
وعليــــــــــه ارتأينا من خلال هذه الرسالة الموجهة إليكم أن تساعدونا على النهوض بمستوى متعلمينا سواء على المستوى المعرفي أو الأخلاقي والتربوي . وذلك من خلال العمليات والإجراءات البسيطة التالية :
            ــــ 1 ـــ المراقبة اليومية للتلميذ
            ــــ 2 ـــ الحرص على ضرورة القيام بالواجبات المدرسية بشكل مستمر
            ــــ 3 ـــ توفير الظروف الملائمة للتلميذ أثناء المراجعة، بعيدا عن الضجيج والضوضاء ( تخصيص غرفة خاصة للمراجعة إن أمكن ذلك )
            ــــ 4 ـــ الاتصال بالأساتذة والإدارة بشكل دوري لتعرف المستوى الحقيقي للتلميذ . 
    
  وتقبلوا فائق احترامنا وتقديرا  

0 التعليقات:

الأحد، 30 نوفمبر 2014

م.م اولاد شعيب ـ 2 ـ تحتفل باليوم الوطني للتعاوم المدرسي

 تقرير حول اليوم الوطني للتعاون المدرسي

إيمانا منا بالدور الفعال الذي يلعبه التعاون المدرسي في خلق بيئة مدرسية سليمة وقادرة على تهيئ وخلق تلاميذ قادرين على ممارسة المواطنة الصالحة في كافة تجلياتها الثقافية والاجتماعية والبيئية، واقتناعا منا بالدور المركزي الذي تلعبه الأنشطة التعاونية في تنمية القدرات والمهارات العملية والفنية والبيئية والاجتماعية لذى المتعلمين والمتعلمات ، وجعلهم منفتحين على محيطهم وهم واعون تمام الوعي بضرورة المحافظة عليه والعناية به ،وتنفيذا للمذكرة الوزارية المشار إليها أعلاه احتفلت م/م اولاد شعيب 2 يومه السبت 29 نونبر 2014 على غرار باقي المؤسسات التربوية على الصعيد الوطني باليوم الوطني للتعاون المدرسي، وذلك ببرمجة وتنفيذ مجموعة من الأنشطة المفصلة والشاملة لما هو فني وثقافي وبيئي وتربوي ورياضي على الشكــــــــل التالــــــــــــــي:

ــ 1 ــ قراءة النشيد الوطني بشكل جماعي – أساتذة وتلاميذ -.

ــ 2 ــ كلمة.التلميذة رفيع فاطمة الزهراء باعتبارها رئيسة تعاونيات أقسام المؤسسة،  التي تمحورت حول التعريف بالتعاون ، ومكانته الهامة في حياة الأفراد والجماعات من جهة، وفي رقي وتقدم المجتمعات من جهة ثانية .

ــ 3ــ قراءة نشيد تربوي تحت عنوان "بيئتنا " والذي كان بمثابة الحافز على الذي أذكى روح التعاون في نفوس المتعلمات والمتعلمين للقيام ب:

ـــ  تنظيف الحجرات الدراسية والعناية بتجهيزاتها الأساسية من مقاعد ولوازم ومعينات تربوية

ـــ تنظيف ساحة المؤسسة التربوية ومحيطها تحت إشراف السادة الأساتذة.

ـــ حملة التشجير وغرس الأزهار والاعتناء بحديقة المؤسسة .

ـــــ 4 ـــ توزيع بعض الملابس على التلاميذ النحدرين من أسر معوزة، في إطار عملية: ملابس من الطفل إلى الطفل.
ـــ 5 ـــ وفي الأخير نظمت مجموعة من الألعاب التربوية والرياضية.

ومما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق هو الوعي والالتزام التامين لكافة الأطر التربوية العاملة بالمؤسسة وكذا سائر المتعلمين بضرورة استمرار هذه الأنشطة على مدار السنة الدراسية وعدم اقتصارها على هذا اليوم. وكذا إعجاب التلاميذ بمختلف الأنشطة المبرمجة وتجلى ذلك في انخراطهم اللاإرادي والتطوعي في تنفيذ البرنامج المسطر لذا اليوم التعاوني.









0 التعليقات:

الجمعة، 28 نوفمبر 2014

لنتعلم الرسم والتلوين


























0 التعليقات:

رد الجميل


كان سمير يحب أن يصنع المعروف مع كل الناس ، ولايفرق بين الغريب والقريب فــي معاملته الانسانية .. فهو يتمتع بذكاء خارق وفطنة . فعندما يحضر الى منزله تجده رغم عمره الذي لا يتجاوز الحادية عشرة .. يستقبلك ، وكأنه يعرفك منذ مدة طويلة .. فيقول أحلى الكلام ويستقبلك أحسن استقبال وكان الفتى يرى في نفسه أن عليه واجبات كثيرة نحو مجتمعه وأهله ، وعليه أن يقدم كل طيب ومفيد . ولن ينسى ذلك الموقف العظيم الذي جعل الجميع ينظرون اليه نظرة إكبار .. ففي يوم رأى سمير كلبا يلهث .. من التعب بجوار المنزل . فلم يرض أن يتركه .. وقدم له الطعام والشراب وظل سمير يفعل هذا يوميا ، حتى شعر بأن الكلب الصغير قد شفيّ ، وبدأ جسمه يكبر ، وتعود اليه الصحة . ثم تركه الى حال سبيله .. فهو سعيد بما قدمه من خدمة إنسانية لهذا الحيوان الذي لم يؤذ أحدا ولا يستطيع أن يتكلم ويشكو سبب نحوله وضعفه . وكان سمير يربي الدجاج في مزرعة أبيه ويهتم به ويشرف على عنايته وإطعامه وكانت
تسلية بريئة له
وذات يوم إنطلقت الدجاجات بعيدا عن القفص واذا بصوت هائل مرعب يدوي في أنحاء القرية وقد أفزع الناس. حتى أن سميرا نفسه بدأ يتراجع ويجري الى المنزل ليخبر والده . وتجمعت الأسرة أمام النافذة التي تطل على المزرعة .. وشاهدوا ذئبا كبير الحجم ، وهو يحاول أن يمسك بالدجاجات و يجري خلفها ، وهي تفر خائفة مفزعة وفجأة .. ظهر ذلك الكلب الذي كان سمير قد أحسن اليه في يوم من الأيام .. و هجم على الذئب وقامت بينهما معركة حامية .. وهرب الذئب ، وظل الكلب الوفي يلاحقه حتى طرده من القرية وأخذ سمير يتذكر ما فعله مع الكلب الصغير وهاهو اليوم يعود ليرد الجميل لهذا الذي صنع معه الجميل ذات يوم ، وعرف سمير أن من كان قد صنع خيرا فإن ذلك لن يضيع .. ونزل سمير الى مزرعته ، وشكر الكلب على صنيعه بأن قدم له قطعة لحم كبيرة ..جائزة له على ما صنعه ثم نظر الى الدجاجات ، فوجدها فرحانة تلعب مع بعضها وكأنها في حفلة عيد جميلة 

0 التعليقات:

الرفق بالحيوان




كان الفتى سمير ينظر الى بعض الأولاد ، وأحدهم يمسك بقطة من رقبتها ليخنقها ، المسكينة تصيح وتستغيث. وكان الطفل يحكم قبضته حول رقبة القطة ، ويزيد من ضغطه عليها وأحيانا يحملها من ذيلها ويجعلها تتأرجح بين يديه ، والقطة تستنجد ، وكان هذا الطفل يقهقه بأعلى صوته مسرورا بما يفعله . وكان سمير هادئا لا يريد أن يفعل شيئا مضرا بزملائه.فكان اسلوب تعامله معهم أدبيا ، لأنه يرى أن المشاجرة لا تجدى نفعا ، وتقدم  الى الطفل..وطلب منه أن يكف عن أذى الحيوان ، وأفهمه أن لهذه القطة فوائد في المنزل ، وفي أي مكان وجدت فيه..فهي عدوة للفئران والحشرات الضارة ، و تقضي عليهم ولا تجعل لهم أثرا ، وأن من الواجب أن يترك الانسان الحيوانات وشأنها.لأنها أليفة ، وبالتالي لاتضر..ثم قال له:ماذا تستفيد من تعذيبها بهذا الشكل؟ وهي عاجزة عن المقاومة، وبحاجة الى رعاية؟


وكانت القطة المسكينة تنظر الى سمير لعله يخلصها من اليد القابضة عليها ، وهنا رق الطفل وشكرسميرا على نصيحته الجيدة ، وأعترف بأن هذا فعلا حيوان لا يضر ، وقال لسمير: إنه لا يدري أن عمله هذا ردئ ، حيث أنه لم يسمع من أحد في البيت أو من أصدقائه ما سمعه من سمير ، وعاد سمير الى منزله ،وذات يوم ، قبل أن يأوي الى النوم..تذكر أنه يريد أن يشرب من الثلاجة الموجودة بالمطبخ ، فاتجه اليها ، وبعد أن شرب رأى نورا خافتا من جهة الباب الخارجي للمنزل ، فتذكر أن والده سيتأخر وأن عليه أن يغلق الباب ، وتقدم سمير ليغلق الباب وفجأة !! لاحظ شيئا ما أمام عينه يا الله..إنه ثعبان..وكان طويلا..فصرخ سمير فزعا.واخذ يستغيث


ويحاول أن يجد له مخرجا من هذا المأزق ، ولكن الطريق أمامه مسدودة ، فهو لايدري ماذا يفعل..واضطربت أنفاسه، وكاد يغمى عليه..وبينما هو في فزعه!!نظر حوله فإذا بالقط يمسك بذلك الثعبان بين أنيابه ، وقد قضى عليه ، وقد عرف  أن هذا هو القط الذي أنقذه ذات يوم من ذلك الطفل ، وقد أمتلأ جسمه ، وأصبح في صحة جيدة ، ونظر القط الى سمير..وكأنه يقول له:إنني أرد لك الجميل ياسمير :وعاد سمير بعد أن أغلق الباب الى غرفته يفكر..كيف أن فعل الخير يدخر لصاحبه..حتى يوّفى له..فتعلم درسا طيبا..وقرر أن تكون حياته سلسلة من الاعمال الحسنة.

0 التعليقات:

معروف والثعبان




معروف فلاح يعيش في مزرعته الصغيرة على شاطئ أحدى البحيرات ، تعود على عمله الذي ورثه عن والده ، وهو حرث الأرض وزراعتها وريها..اعتبر هذا العمل خدمة لوطنه الغالي الذي أعطاه الكثير ولن يبخل عليه بأي شئ ..وكان معروف يتسلى بمظهر البحيرة التي تعيش فيها مجموعة طيور الأوز والبط ، وكانت أشكالها الجميلة وسباحتها في البحيرة مما تعود أن يراه يوميا وهذه هي تسليته الوحيدة...إنه لا يعرف الكسل ، فهو منذ الفجر يستيقظ نشيطا متفائلا..ولما كان عمله بدنيا فقد ازدادت صحته قوة وصلابة ، وأصبح يضاعف العمل في مزرعته ، فعرف أن زيادة الانتاج دائما تأتي بالعزيمة والايمان.وذات يوم وهو في مزرعته أثناء قيامه بشق الأرض ، إذا بصوت خافت يأتي من خلفه ، فاستدار فإذا هو ثعبان ضخم، فتخوف الفلاح وأراد الفرار ، ولكن الثعبان قال له: قف أيها الفلاح وأسمع حديثي لعلك تشفق عليّ ، وإن لم تقتنع فلا عليك ، أتركني ومصيري


فصعد الفلاح على ربوة وبسرعة حتى جعل البحيرة بينه وبين الثعبان من بعيد ، فقال الثعبان :إنني لم أضر أحدا في هذه القرية وقد عشت فترة طويلة فيها ، وانظر ستجد أبنائي خلف الشجرة ينتظرون قدومي بفارغ الصبر وانظر الى الراعي يريد أن يقضي عليّ بفأسه فخبئني حتى يذهب وسوف لا تندم على عملك ، فنزل معروف وخبأه في مكان لا يراه ذلك الراعي الذي ظل يبحث عنه هنا وهناك وغاب الراعي عن الأنظار وكأنه لم يجد فائدة من البحث عن الثعبان حيث اختفى، ولما أحس الثعبان بالأمان أخذ يلتف على معروف الذي أمنه على نفسه ، وجد معروف نفسه في ورطة كبيرة ، فالثعبان السام يلتف حول عنقه ، وحتى الصراخ لو فكر فيه لن يفيده


فالمكان لا يوجد فيه أحد وخاصة أن خيوط الليل بدأت تظهر في السماء ، وأهالي القرية البعيدون عن كوخه ومزرعته تعودوا أن يناموا مبكرين ، ومن يغيثه من هذا الثعبان الذي يضغط على رقبته ويقضي عليه؟ وهل في الامكان لشخص ما أن يقترب؟المنظر رهيب ، وهل يصدق أحد أن أنسانا ما يسمع كلام الثعبان مثل معروف ويأمنه ويقربه اليه ؟ وهنا قال معروف للثعبان: أمهلني حتى أصلي - وفعلا توضأ وصلى ركعتين وطلب من الله سبحانه وتعالى أن يخلصه من هذا الثعبان المخيف الرهيب بضخامته وسمومه القاتلة وبينما هو كذلك إذا بشجرة قد نبتت وارتفعت أغصانها وصارت لها فروع ، فتدلى غصن تحب أكله الثعابين وتبحث عنه ، فاقترب الغصن الى فم الثعبان ، فأخذ الثعبان يلتهم الغصن وماهي الا دقائق حتى إنهار الثعبان وسقط وكانت الشجرة عبارة عن سم ، فقتل ذلك الثعبان الذي لم يوف بعهده مع من حماه ، وفجأة اختفت الشجرة المسمومة وعلم معروف أن الله قريب من الانسان ، وانه لابد أن يعمل المعروف مع كل الناس ، ومع من يطلب منه ذلك


0 التعليقات:

أرشيف المذكرات الوزارية

رابط الموقع :

                                             


                  http://notemen.blogspot.com/2014/01/2014.html

0 التعليقات:

الخميس، 27 نوفمبر 2014

نظرية التعلم عن طريق المحاولة والخطأ


تطبيق نظرية التعلم عن طريق المحاولة والخطأ لـــثرونـدايــك

 سميت نظريه ثرونديك بأسماء كثيره منها :
1- التعلم عن طريق المحاولة والخطأ
2- النظرية الوصلية
3- التعلم عن طريق الانتقاء والربط
أغلب تجارب هذا العالم تقوم على أسلوب حل المشكلات وهو التدرج فى حل المشكلات من السهل الى الصعب

تجربة ثروندايك


وضع ثرونديك قطة جائعة فى قفص مغلق ووضع خارج القفص وعاءا به طعام
بحيث ترى القطة الطعام ولا تستطيع الوصول اليه الا اذا خرجت من القفص
ولايمكن أن تخرج من القفص الا اذا جذبت ساقطة او رافعة موجودة بداخل القفص
راقب ثرونديك القطة وهي تحاول الوصول الى الهدف وهو (الطعام)
ووجد أن القطة تقوم ببعض المحاولات الخاطئه والعشوائية
مثل ( تدور بداخل القفص – تعض القفص – تمد يديها من القفص )
واستمرت محاولات القطة الى أن قامت بجذب الرافعه فانفتح الباب وخرجت من القفص ووصلت الى الهدف وتناولت الطعام.


وصف
ثرونديك سلوك القطة وهي تحاول الوصول الى الطعام بأنها تقوم بمحاولة لحل المشكلة والوصول الى الهدف وهو (الطعام).
وبتكرار التجربة وجد ثروندايك مايلى :-
ان الحركات الخاطئة التى تقوم بها القطة أخذت تقل بالتدريج وأمكن للقطة في النهاية اصدار الاستجابة الصحيحة بعد وضعها فى القفص مباشرة.
ولو قمنا بتحليل سلوك القطة أثناء تعلمها بالمحاولة والخطأ والخروج من القفص والوصول الى الطعام نجد مايلى:-
1- لابد من وجود حاجة أو دافع لدى الحيوان يوجه سلوكه نحو الهدف وهو (الطعام)
2- وجود عقبه بين الحيوان والهدف وهو (القفص) وهي تمثل المشكلة التى يجب أن يصل الى حلها قبل أن يصل الى الهدف وهو (الطعام)
3- يبذل الحيوان عددا من الاستجابات الخاطئة والعشوائية قبل أن يصل الى حل المشكلة والوصول الى الهدف.
4- بعد وصول الحيوان الى الاستجابه الصحيحه يصبح سلوكه فى المرات التاليه اقل عشوائيه وتقل المحاولات الخاطئة بالتدريج
5- أمكن للحيوان اصدار الاستجابة مباشرة بعد وضعه فى القفص مباشرة.




متغيرات في الموقف التجريبي
أولا : المثير الشرطي ( المثير المعزز)
يختلف المثير الشرطي فى هذه التجربة عن التجارب الاخرى التي تعتمد على الاشتراط البسيط (الذي يحدد فيه مثير شرطي واضح ومحدد مثل صوت الجرس كان يؤدى الى حدوث الاستجابة الصحيحة)
في هذه التجربة لايوجد مثير شرطي واضح أو محدد فيمن القول أن البيئة التي يوجد فيها الموقف التعليمي وما فيها من عناصر تؤدى جميعها دور المثير الشرطي فمن الممكن اعتبار أن الرافعة التي ينشأ عنها الاستجابة الصحيحة هي المثير الشرطي (المثير الشرطي يقوم بدور المساعد للكائن الحي في توجيهه نحو الحصول على التعزيز )
ثانيا : المثير الغير شرطي (المثير المعزز)
المثير المعزز هو اى شىء يعمل على زياده احتمال حدوث الاستجابة وهو (الهدف) ويقدم المثير المعزز بعد حدوث الاستجابة الناجحة مباشرة والاستجابة الناجحة هي استجابة جذب الرافعة أو الساقطة والمثير المعزز هنا يكون ( الطعام )

ثالثا : الاستجابة الغير شرطية
تختلف أيضا الاستجابة الغير شرطية في هذه التجربة عن التجارب التي تعتمد على الاشتراط البسيط ففى التجارب الأخرى يحدث الآتى :-
ان كل مثير غير شرطي ينشأ معه استجابة غير شرطية مثل(الطعام يؤدى الى سيل اللعاب) فهى استجابه غير شرطية محددة ،أما في هذه التجربة لا توجد استجابة غير شرطية محددة بل يكون (جري الحيوان وعضه للقفص ومد يديه من القفص )بمثابة استجابة غير شرطية لذلك فان المثير الغير شرطي يعمل على انشاء الاستجابة الغير شرطية ولكن ليس من الضرورى أن تكون هذه الاستجابة هي استجابة الأداء المطلوب تحقيقه أو الاستجابة الصحيحة انما هي أي استجابة تظهر من الحيوان.
رابعا :الاستجابة الشرطية
وهي الاستجابة التي تساعد على الوصول الى الهدف وهي غالبا تكون ارادية حركية مثل سلوك جذب الرافعة أو الساقطة.

قوانين التعلم الاساسيه عند ثرونديك



قانون التكرار
قانون الحدث
لثرونديك ثلاثه قوانين رئيسية :-
أولا : قانون الاستعداد
يمكن القول بأن قانون الاستعداد هو الميل النفسي والاتجاهات النفسية والتوافق النفسى للقيام بالعمل المطلوب بدون مضايقة؛وهي عمليه تهيئة أو استعداد حتى يقبل على العمل بدون كراهية أو مضايقة أو حتى قلق.

ثانيا : قانون التدريب أو الممارسة
وينقسم الى
قانون الاستعمال قانون عدم الاستعمال
1- قانون الاستعمال
الارتباط بين المثير والاستجابة يقوى بواسطة الاستعمال (كلما زادت مرات الممارسة يقوى الارتباط بين المثير والاستجابة)

2- قانون عدم الاستعمال
ان الارتباط بين المثير والاستجابة يضعف نتيجة لعدم الممارسة (كلما قلت مرات الممارسة ضعف الارتباط بين المثير والاستجابة)
ومن هذا الجانب من قانون الاستعمال وقانون عدم الاستعمال يشق قانون التكرار الذى ينص على أن الحركات الناجحة الموصلة الى الهدف هي التي يكررها الكائن الحي فى الموقف التعليمى.
أما الحركات الفاشلة التي لا تحقق الوصول الى الهدف لايميل الكائن الحي الى تكرارها.لذلك فان التكرار الفوري من شأنه أن يقوي من احتمال صدور الاستجابة المتعلمة في المواقف التالية:


أما التكرار غير الفوري يضعف احتمال ظهور الاستجابة وربما تختفي من الموقف التعليمي

من قانون التكرار يشق قانون آخر وهو قانون الحدث والذى ينص على أن الكائن الحي يميل الى تكرار الحدث أو الفعل الأخير لأن هذا الفعل أو الحدث هو الذي حقق له الوصول الى الهدف أو حل المشكلة لذلك يميل الى تكراره داخل الموقف التعليمي.

ثالثا : قانون الأثر
اذا تبع مثير ما استجابة معينة وجاء بعد هذه الاستجابة حالة من الرضا والارتياح والرضا والسرور فان الارتباط يقوى بين هذا المثير وهذه الاستجابة
أما اذا تبع المثير استجابة وأعقبها حالة عدم رضا أو ارتياح فان الارتباط يضعف بينهم(فعندما يصل المتعلم الى الهدف المطلوب يشعر بحاله من الرضا والارتياح مما يعمل على تقويه الاستجابه فى المستقبل )
( أما في حالة عدم شعوره بالارتياح والضيق سوف يؤدى الى اضعاف الارتباط بين المثير والاستجابة)

0 التعليقات:

نظريات التعلم

النظرية السلوكية


النشأة

ظهرت المدرسة السلوكية سنة 1912 م في الولايات المتحدة الأميركية، ومن أشهر مؤسسيها جون واطسون.
من مرتكزات النظرية التمركز حول مفهوم السلوك من خلال علاقته بعلم النفس، والاعتماد على القياس التجريبي، وعدم الاهتمام بما هو تجريدي غير قابل للملاحظة والقياس..

طبيعة ومفاهيم النظرية الإجرائية

  • السلوك: يعرفه بورهوس فريدريك سكينر بأنه مجموعة استجابات ناتجة عن مثيرات المحيط الخارجي القريب. وهو إما أن يتم دعمه وتعزيزه فيتقوى حدوثه في المستقبل أو لا يتلقى دعما فيقل احتمال حدوثه في المستقبل.
  • المثير والاستجابة: تغير السلوك هو نتيجة واستجابة لمثير خارجي.
  • التعزيز والعقاب: من خلال تجارب إدوارد لي ثورندايك يبدو أن تلقي التحسينات والمكافآت بصفة عامة يدعم السلوك ويثبته، في حين أن العقاب ينتقص من الاستجابة وبالتالي من تدعيم وتثبيت السلوك.
  • التعلم: هو عملية تغير شبه دائم في سلوك الفرد 

بعض المبادئ في النظرية الإجرائية

  • من تجارب المتعلم وتغيرات استجابته.
  • التعلم مرتبط بالنتائج.
  • التعلم يرتبط بالسلوك الإجرائي الذي نريد بناءه.
  • التعلم يُبنى بدعم وتعزيز الأداءات القريبة من السلوك

النظرية السلوكية

إن أفكار بورهوس فريدريك سكينر وأطروحاته، قد أحدثت عدة تغييرات في التفكير التربوي والبيداغوجي بصفة عامة. فسكينر يعتبر مثلا أن الطفل في البيداغوجيا الكلاسيكية كان يتعلم لينجو من العقاب، مع غياب كل أشكال الدعم.

المضمون المعرفي

  • محدد الإثارة: كل مضمون معرفي يقدم للتلميذ لابد أن تتوفر فيه شروط قادرة على إثارة الاهتمام والميول والحوافز.
  • محدد العرض النسقي للمادة: ومعناه تفكيك وتقسيم المادة وفق وقائع ومعطيات، مع ضبط العلاقات بين مكوناتها، ثم تقديمها وفق تسلسل متدرج ومتكامل.
  • محدد التناسب والتكيف: إن المادة المقدمة للتلميذ يجب أن تتناسب ومستوى نموه من جميع النواحي.
  • محدد التعزيز الفوري: كلما تم سفيان الاستجابات الإجرائية الايجابية عند المتعلم كلما وقع التعلم بسرعة أكبر.

نظرية التعلم الجشطلتية

ظهرت المدرسة الجشطلتية على يد ماكس فريتمر، كورت كوفكا وبافولف جالج كوهلر هؤلاء العلماء المؤسسون رفضوا ما جاءت به المدرسة الميكانيكية الترابطية من أفكار حول النفس الإنسانية. فقاموا بإحلال المدرسة الجشطلتية محل المدرسة الميكانيكية الترابطية، وجعلوا من مواضيع دراستهم: سيكولوجيا التفكير ومشاكل المعرفة...

المفاهيم الجشطلتية

  • الجشطلتة بوشبشوب رر: هو أصل التسمية لهذه المدرسة، ويعني كل مترابط الأجزاء باتساق وانتظام، بحيث تكون الأجزاء المكونة له في ترابط دينامي فيما بينها من جهة، ومع الكل ذاته من جهة أخرى. فكل عنصر أو جزء من الجشطلت له مكانته ودوره ووظيفته التي تتطلبها طبيعة الكل
  • البنية: تتكون من العناصر المرتبطة بقوانين داخلية تحكمها ديناميا ووظيفيا.
  • الاستبصار: كل ما من شأنه اكتساب الفهم من حيث فهم كل الأبعاد ومعرفة الترابطات بين الأجزاء وضبطها.
  • التنظيم: تحدد سيكولوجيا التعلم الجشطلتية القاعدة التنظيمية لموضوع التعلم التي تتحكم في البنية.
  • إعادة التنظيم: ينبغي أثناء التعلم العمل على إعادة الهيكلة والتنظيم نحو تجاوز أشكال الغموض والتناقضات ليحل محلها الاستبصار والفهم الحقيقي.
  • الانتقال: تعميم التعلم على مواقف مشابهة في البنية الأصلية ومختلفة في أشكال التمظهر.
  • الدافعية الأصلية: تعزيز التعلم ينبغي أن يكون نابعا من الداخل.
  • الفهم والمعنى: يتحقق التعلم عند تحقق الفهم الذي هو مشف استبصاري لمعنى الجشطلت، أي كشف جميع العلاقات المرتبطة بالموضوع، والانتقال من الغموض إلى الوضوح.

التعلم والنظرية الجشطلتية

نظرة المدرسة الجشطلتية للتعلم تختلف عن نظرة المدرسة السلوكية، فإذا كانت هذه الأخيرة، وكما سبق ذكره تربط التعلم بالمحاولة والخطأ والتجربة، فالمنظرون للنظرية الجشطلتية يعتبرون أن التجارب على الحيوانات، لا يمكن تطبيقها على الإنسان، وفي هذا الصدد يقول كورت كوفكا 
«يعني في المقام الأول أن لا شيء جديدا يمكن أن يتعلم، هو استبعاد بعض هذه الاستجابات، وتثبيت ما بقي منها، ولكن ليس لهذا السلوك أي غرض أو اتجاه، وعلى الحيوان أن يحاول عبثا... إذ ليس للحيوان أدنى فكرة عن السبب الذي من أجله يتحول سلوكه... إنها تتعلم بطريقة عمياء.»
.
و هكذا دون ذكر كافة انتقادات الجشطلتيين للسلوكيين، فالتعلم حسب وجهة نظر الجشطلتيين يرتبط بإدراك الكائن لذاته ولموقف التعلم، فهم يرون التعليم النموذجي يكون بالإدراك والانتقال من الغموض إلى الوضوح. فكوفكا يرى أن الطفل يكون له سلوك غير منظم تنظيما كافيا، وأن البيئة والمجتمع هو الذي يضمن لهذا السلوك التنظيم المتوخى.
إن العلماء الجشطلتيين يرون أن كل تعلم تحليلي ينبني على الإدراك، وهو أيضا فعل شيء جديد، بالإضافة لإمكانية انتقاله لمواقف تعليمية جديدة الشيء الذي يسهل بقاءه في الذاكرة لزمن طويل...

مبادئ التعلم في النظرية الجشطلتية

نورد بعض مبادئ التعلم حسب وجهة نظر الجشطلت:
  1. الاستبصار شرط للتعلم الحقيقي.
  2. إن الفهم وتحقيق الاستبصار يفترض إعادة البنينة.
  3. التعلم يقترن بالنتائج.
  4. الانتقال شرط التعلم الحقيقي.
  5. الحفظ والتطبيق الآلي للمعارف تعلم سلبي.
  6. الاستبصار حافز قوي، والتعزيز الخارجي عامل سلبي.

النظرية الجشطلتية والتربية

ساهمت نظرية التعلم في تغيير وتطوير السياسات التعليمية والتربوية في عدة دول، وذلك في النصف الأول من القرن العشرين الميلادي. تحتكم بيداغوجيا الجشطلت من مبدأ الكل قبل الجزء، الشيء الذي يعني إعادة التنظيم والبنية الداخلية لموضوع التعلم.
لقد استفاد الديداكتيك من النظرية الجشطلتية، فأصبح التعليم يبدأ من تقديم الموضوع شموليا، فجزئيا وفق مسطرة الانتقال من الكل إلى الجزء، دون الإخلال بالبنية الداخلية، وفي نفس الوقت تحقيق الاستبصار على كل جزء على حدة.
وهكذا فنظرية الجشطلت ساهمت بحد كبير في صياغة السيكولوجيا المعرفية، وبالخصوص سيكولوجيا حل المشكلات...

نظرية التعلم البنائية

نظرية التعلم البنائية (بالفرنسية: Le Structuralisme) والتي رائدها جان بياجي، نظرية مختلفة عن نظريات التعلم الأخرى. فبياجي يرى أن التعلم يكتسب عن طريق المنبع الخارجي...

المفاهيم الملتصقة بنظرية التعلم البنائية

  • مفهوم التكيف: هنا يعتبر غاية التطور النمائي، وهو أيضا عملية الموازنة بين المحيط والجهاز العضوي. الذي يهدف للقضاء على حالات الاضطراب واللاانتظام.بمعني الانسجام والتاقلم بين أفراد الجماعات.
  • مفهوم الاستيعاب والتلاؤم: هو مفهوم أخده بياجي من البيولوجيا. فالاستيعاب هو أن تتم عملية دمج المعارف والمهارات ضمن النسيج المعرفي حتى تصبح عادة مألوفة. والتلاؤم هو عملية التغير والتبني الهادفة للحصول على التطابق بين المواقف الذاتية مع مواقف الوسط والبيئة.
  • مفهوم التنظيم (بالإنجليزية: organization): دمج المعلومات القديمة للفرد والموجودة في البنية الذهنية مع المعلومات الجديدة التي اكتسبها المتعلم.
  • نظرية التعلم البنائية(بالفرنسية: le constructivisme): تعتبر نظرية التعلم البنائية (أو التكوينية) من أهم النظريات التي أحدثت ثورة عميقة في الأدبيات التربوية الحديثة خصوصا مع جان بياجي، الذي حاول أنطلاقا من دراساته المتميزة في علم النفس الطفل النمائي أن يمدنا بعدة مبادئ ومفاهيم معرفية علمية وحديثة طورت الممارسة التربوية. كما أنه طبق النتائج المعرفية لعلم النفس النمائي على مشروعه الابستيمي (الابستمولوجيا التكوينية)، ولمقاربة هذه النظرية البنائية في التعلم سيتم أولا التعرف على أهم المفاهيم المركزية المؤطرة لها، ثم أهم مبادئها، وبعد ذلك سيتم التعرف على الأبعاد التطبيقية لهذه النظرية في حقل التربية.

المفاهيم المركزية لنظرية التعلم البنائية

  • مفهوم التكيف: التعلم هو تكيف عضوية الفرد مع معطيات وخصائص المحيط المادي والاجتماعي عن طريق استدماجها في مقولات وتحويلات وظيفية، والتكيف هو غاية عملية الموازنة بين الجهاز العضوي ومختلف حالات الاضطراب واللاإنتظام الموضوعية أو المتوقعة والموجود في الواقع، وذلك من خلال آليتي التلاؤم (بالفرنسية: l’accommodation) والاستيعاب (بالفرنسية: l’assimilation):
    • التلاؤم هو تغيير في استجابات الذات بعد استيعاب معطيات الموقف أو الموضوع باتجاه تحقيق التوازن.
    • الاستيعاب هو إدماج للموضوع في بنيات الذات، والملائمة هي تلاؤم الذات مع معطيات الموضوع الخارجي.
  • مفهوم الموازنة والضبط الذاتي: الضبط الذاتي هو نشاط الذات باتجاه تجاوز الاضطراب، والتوازن هو غاية اتساقه.
  • مفهوم السيرورات الإجرائية: إن كل درجات التطور والتجريد في المعرفة وكل أشكال التكيف، تنمو في تلازم جدلي، وتتأسس كلها على قاعدة العمليات الإجرائية أي الأنشطة العملية الملموسة.
  • مفهوم التمثل والوظيفة الرمزية: التمثل، عند جان بياجي، ما هو سوى الخريطة المعرفية التي يبنيها الفكر عن عالم الناس والأشياء، وذلك بواسطة الوظيفة الترميزية، كاللغة والتقليد المميز واللعب الرمزي... والرمز يتحدد برابط التشابه بين الدال والمدلول أما التمثل فهو إعادة بناء الموضوع في الفكر بعد أن يكون غائبا.
  • مفهوم خطاطات الفعل: الخطاطة هو نموذج سلوكي منظم يمكن استعماله استعمالا قصديا، وتتناسق الخطاطة مع خطاطات أخرى لتشكل أجزاء للفعل، ثم أنساقا جزيئة لسلوك معقد يسمى خطاطة كلية. وإن خطاطات الفعل تشكل، كتعلم أولي، ذكاء عمليا هاما، وهو منطلق الفعل العملي الذي يحكم الطور الحسي ـ الحركي من النمو الذهني.

مبادئ التعلم في النظرية البنائية

من أهم مبادئ التعلم في هذه النظرية: التعلم لا ينفصل عن التطور النمائي للعلاقة بين الذات والموضوع؛ التعلم يقترن باشتغال الذات على الموضوع وليس باقتناء معارف عنه؛ الاستدلال شرط لبناء المفهوم، حيث المفهوم يربط العناصر والأشياء بعضها ببعض والخطاطة تجمع بين ما هو مشترك وبين الأفعال التي تجري في لحظات مختلفة، وعليه فإن المفهوم لايبنى إلا على أساس استنتاجات استدلالية تستمد مادتها من خطاطات الفعل؛ الخطأ شرط التعلم، إذ أن الخطأ هو فرصة وموقف من خلال تجاوزه يتم بناء المعرفة التي نعتبرها صحيحة؛ الفهم شرط ضروري للتعلم؛ التعلم يقترن بالتجربة وليس بالتلقين؛ التعلم هو تجاوز ونفي للاضطراب.

النظرية البنائية في حقل التربية

حسب جان بياجي التعلم هو شكل من أشكال التكيف من حيث هو توازن بين استيعاب الوقائع ضمن نشاط الذات وتلاؤم خطاطات الاستيعاب مع الوقائع والمعطيات التجريبية باستمرار. فالتعلم هو سيرورة استيعاب الوقائع ذهنيا والتلاؤم معها في نفس الوقت. كما أنه وحسب النظرية البنائية مادام الذكاء العملي الإجرائي يسبق عند الطفل الذكاء الصوري، فإنه لا يمكن بيداغوجيا بناء المفاهيم والعلاقات والتصورات والمعلومات ومنطق القضايا إلا بعد تقعيد هذه البناءات على أسس الذكاء الإجرائي.
وعليه، وحسب بياجي، يجب تبني الضوابط التالية في العمل التربوي والتعليمي: جعل المتعلم يكون المفاهيم ويضبط العلاقات بين الظواهر بدل استقبالها عن طريق التلقين؛ جعل المتعلم يكتسب السيرورات الإجرائية للمواضيع قبل بنائها رمزيا؛ جعل المتعلم يضبط بالمحسوس الأجسام والعلاقات الرياضية، ثم الانتقال به إلى تجريدها عن طريق الاستدلال الاستنباطي؛ يجب تنمية السيرورات الاستدلالية الفرضية الاستنباطية الرياضية بشكل يوازي تطور المراحل النمائية لسنوات التمدرس؛ إكساب المتعلم مناهج وطرائق التعامل مع المشكلات واتجاه المعرفة الاستكشافية عوض الاستظهار؛ تدريبه على التعامل مع الخطأ كخطوة في اتجاه المعرفة الصحيحة؛ اكتساب المتعلم الاقتناع بأهمية التكوين الذاتي. إلا أن النظرية الحديثة تقول بأن التعلم الحقيقي لن يتم بناء على ما سمعه المتعلم حتى ولو حفظه وكرره أمام المعلم .. وتؤكد النظرية ( البنائية ) الحديثة أن الشخص يبني معلوماته داخليا متأثرا بالبيئة المحيطة به والمجتمع واللغة وأن لكل متعلم طريقة وخصوصية في فهم المعلومة وليس بالضرورة أن تكون كما يريد المعلم … إذن فانهماك المعلم في إرسال المعلومات للمتعلم وتأكيدها وتكرارها لن يكون مجديا في بناء المعلومة كما يريدها في عقل المتعلم
فما هو المطلوب من المعلم في النظرية البنائية ؟
المطلوب من المعلم التركيز على ( تهيئة بيئة التعلم ) و ( المساعدة في الوصول لمصادر التعلم )
إذن فالفرق الجوهري أن النظرية التقليدية تعتبر التعلم هو نقل المعلومات إلى المتعلم فحسب بينما النظرية البنائية تعتبر أن التعلم عند هذه النقطة لم يبدأ بعد وإنما يبدأ بعدها فالتعلم هو ما يحدث بعد وصول المعلومات إلى المتعلم الذي يقوم بصناعة المعنى الشخصي الذاتي الناتج عن المعرفة
وقد حدث على إثر تطبيق هذه النظرية تغير كبير في طرق وأساليب التعليم والتعلم وطرق التدريس وبيئته وكذلك في تقويمه والإشراف عليه
وأخيرا … إليك أسس النظرية البنائية :
1ـ يبني الفرد المعرفة داخل عقله ولا تنتقل إليه مكتملة
2ـ يفسر الفرد ما يستقبله ويبني المعنى بناء على ما لديه من معلومات
3ـ للمجتمع الذي يعيش فيه الفرد أثر كبير في بناء المعرفة

      عن ويكيبيديا

0 التعليقات:

الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء



على غرار باقي المؤسسات التعليمية في جميع ربوع الوطن، خلد تلاميذ وتلميذات مجموعة مدارس اولاد شعيب 2 ، وكذا كافة الأطر التربوية العاملة بها، ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة التي تؤرخ لاسترجاع الأقاليم الجنوبية لحضيرة الوطن. وقد تجسد هذا الاحتفال في العديد من الأنشطة التي تمت برمجتها وتنفيذها على مدار اليوم 15 نونبر 2014 على الشكل التالي:

0 التعليقات:

الاثنين، 24 نوفمبر 2014

تقنيات التنشيط التربوي

تقنيات التنشيط

أولا - أهمية تقنيات التنشيط:
تكمن أهمية تقنيات التنشيط ، على اختلافها وتنوعها ، في التعامل مع جميع المستفيدين ، في إطار ورشات التكوين والتدريس ، كأعضاء ( فاعلين ) أي مشاركين في إنجاز الأنشطة والتعبير عن الآراء،  والمواقف،  واتخاذ القرارات ، وفي التقويم ،وتحمل المسؤوليات ... وذلك لضمان إنتاجية أفضل

0 التعليقات:

السبت، 22 نوفمبر 2014

بيداغوجيا الخطأ. والخطأ البيداغوجي


لعل أبرز ملاحظة مثيرة للاهتمام عن بيداغوجيا الخطأ هو أنه لا يمكن ذكر بيداغوجيا الخطأ أو الخطأ البيداغوجي دون ذكر اسم غاستون باشلار Gaston Bachelard ،و هكذا فضلت في البداية التعريف بهذا الفيلسوف قبل التطرق إلى المفهومين الرئيسيين في هذا الموضوع . غاستون باشلار فيلسوف فرنسي يذهب البعض إلى وصفه أنه أعظم فيلسوف ظاهري.باشلار خصص جزءا كبيرا من حياته و عمله لفلسفة العلوم ، وقدمَ أفكارا متميزة في مجال الابستمولوجيا و أسس لمفاهيم جديدة كالعقبة المعرفية و القطيعة المعرفية و الجدلية المعرفية والتاريخ التراجعي

0 التعليقات:

قاموس غربي - فرنسي رائع بصيغة pdf


          اضغط هنا للتحميل :        
                                      http://www.gulfup.com/?T4Me5H

0 التعليقات:

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

منهجية تدريس الإنشاء


منهجية الإنشاء
نواجه في حديثنا عن درس الإنشاء عدة مفاهيم مضطربة و غامضة و فضفاضة نذكر منها (التعبير الشفوي، التعبير الكتابي أو التحريري، التعبير الوظيفي، التعبير الإبداعي...) لكن التوجيهات الرسمية انتصرت لمصطلح (الإنشاء) بسبب ما يفيده من بدء و خلق و ابتداع، في حين أن التعبير يقصد به الإبانة عن فكرة أو عاطفة بكلام أو إشارة أو ملامح. و هذا ما جعل درس الإنشاء من أصعب الدروس من الوجهة التعليمية، مما يجعله أكثر التصاقا بالجانب
الإبداعي للغة.

0 التعليقات:

أنشطة المؤسسة في صور

0 التعليقات:

تعريب وتطوير ( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates